إسناد

تبسيط التربية

الرسالة الأولى:

مرحبًا بالأمهات ،

 

هل نمتِ جيّدًا البارِحة ؟ بلا تأنيب ضمير ولا هواجيس ؟

… أتمنّى لكِ ذلك ،

بعض الليالي لا تمرّ بسلام حينَ نمر بلحظات التقييم الذاتي ..

لماذا صرخت في وجه خالد حين طلب مني للمرة ٣٧١ أن أسمح له بدقائق إضافية على الآيباد ؟

كيف سمحت للينا أن تأكل ٣ مصاصات في حفلة العائلة اليوم ؟

وهاقد نامت نورة – ككل ليلة – على صدري رغم كل محاولاتي أن أُقنعها أن تنام باستقلالية كما يزعم خبراء التربية.

ولم أتأكد من صحة حل أحمد للتمرين الخامس في كتاب الرياضيّات !

 

ثم أستيقظ غدًا لأجد كل خبراء التربية قد غيروا رأيهم وأصبح كل ماعاتبت نفسي عليه بالأمس لابأس به اليوم !

وكلّ يوم يستجد جديد في التربية ، وكل يوم أجد نفسي لا أعرف أي الطرق أسلك ،

وأي مصائبي هي فعلًا أخطاء حقيقية ستؤثر على مستقبل أطفالي !

 

في لقائنا مع أ.سحر الحجاج حدّدت لنا بعض المعايير التي يمكنك أن تضعيها في اعتبارك ،

ستساعدك في اختيار طريقك التربوي ، والتركيز على تنفيذ ذلك الخيار بدلا من التشتت بين عدّة أساليب

 

١. هناك الكثير من الـ “ صحيح “ ،

والصحيح الذي يناسبك لا يناسب غيرك ، لذلك لا تأخذي المعلومات التربوية كمسلّمات ، ولا ترفضيها قطعًا.

بل تساءلي إن كانت تناسبكِ أم لا ، بعض الأمهات يناسبها التربية بالارتباط – مثلًا – ، وبعضهن يناسبهن غيره !

وليس أيّ منهم على خطأ. فلا تشعري بتأنيب الضمير حين تقرري رفض أحد أساليب التربية التي لا تناسبك

 

٢. مهمّتك هي بناء ثقافتك ومعرفتك ووعيك .. بأطياف التربية ،

اقرئي عن كل الأساليب والوسائل التي يمكن أن تصلي إليها ، ثم اقرئي أكثر .

ولا تتوقفي عن البحث والاطلاع ، فهذا يفيدك في أمرين :

– الاطلاع الواسع يلهمك حلول متعددة لنفس المشكلة ، ويُريك إياها من جوانب مختلفة ، وأحيانًا يوصلك إلى حلول أسهل وأفضل

– الاطلاع على نفس الأفكار عدة مرات وبعدة أساليب يرسخها في ذهنك فيصبح تطبيقها سهلًا وأقرب إلى البديهية.

 

ولذلك أكدت أ.سحر أن المقصد ببناء المعرفة ليس مجرد قراءة كتاب أو مقال ،بل السعي الحثيث لتكثيف ثقافتك التربية وترسيخها في خلايا مخك.

 

 

٣. إدراك الاختلاف ، 

اختلاف شخصيتك عن بقية الأمهات ، اختلاف أسرتك عن غيرها ، اختلاف أبنائك عن بعضهم ، اختلاف المراحل التي تمر بها أسرتك.

حاولي فهم كل واحد من هؤلاء على حدة ، ثم ادمجيهم – كمقادير كعكة – لتصنعي نموذجًا تربويًا مناسبًا لك.

وكوني منفتحة على التغيير ، فكل جانب من تلك الجوانب سيتغيّر ، وعليك أن تسارعي في مواكبة هذا التغيّر وإلا علقتِ في مكان بعيد عن الواقع.

إن كان ابنك الأول مُصغيًا لمواعظك فماذا ستفعلين مع الثاني لذي لا يمكن أن يصغي لكلمتين متتاليتين ؟

وإن كنت اعتدتِ على التعامل مع الصغار ثم صاروا -فجأةً – مراهقين ، ماذا ستفعلين ؟

كيف تؤثر شخصيتك الحادة / أو شديدة السماحة على تربيتك ، وما الأسلوب التربوي المناسب لسمات شخصيتي؟

( بعض الأمهات – مثلًا – لا تستطيع تحمّل التلاصق الشديد أثناء النوم مع صغيرها ، وقد لا تستطيع النوم بسببه،  فالخيار الأفضل لها هو الأسلوب الاستقلالي وإن قال مناهضوه أنه ليس الأفضل )

 

٤. اصنعي نموذجك

بناءً على ما سبق .. في كل جانب من جوانب التربية : اختاري المناسب لك

في التغذية / النوم / التعليم / الإيمانيات / القيم / الصحة …

بلا ارتباط بالأشخاص ( مربين وخبراء وناصحين ) ، بل بالتركيز على الأفكار والتوجهات.

وبعض التوجهات تكون عامة وتؤثر على شكل الأمومة العام ، مثلًا : توجّه تحميل المسؤولية للأطفال من عمر مبكر ،

فإن كان هذا خيارك فلابد أن يؤثر على جميع جوانب التربية ، وهو الأسهل لك والأكثر استقرارًا للأسرة.

بدلًا من أن يجد الطفل نفسه مسؤولًا مرةً ومرةً غير مسؤول.( حسب مايناسب عمره بالطبع)

 

 

نكمل حديثنا عن أساليب التربية في رسالتنا القادمة بإذن الله …

BreaklineIsnad

الرسالة الثانية:

أهلًا بك ،

في الأيّام الرمادية التي لا نرغب بها أن نمارس أمومتنا على أكمل وجه ،

في الظروف الحالكة التي لا تترك مجالًا للإبداع التربوي ولا حتى لجمع الألعاب المتناثرة ..

نحتاج أن ينتهي اليوم بسلام .. سلام داخلي يُخبرنا أن الصغار بخير ،

 

هذه بعض النقاط الأساسيّة التي يمكن لقارب أسرتك النجاة بها ،

وتطمئنّي بعدها أنكِ أحسنتِ .. مهما حدث .

 

١. الحب

أحيانًا .. يكون كل شيء متعسّرًا ، إن لم تستطيعي إلا فعل شيء واحد صحيح فليكن: الحب . قدّمي الحب بكثافة واجعليه دائمًا في الأجواء ، وبين فوضى الصغار والصراعات .. اختاري الحب ، في كلّ المواقف التي تثير غضبك وحنقك وتجعلك في حيرة .. اختاري الحب الآن ، ثمّ فكري في العقاب المناسب لاحقًا .

 

٢. التواصل

هل أنتِ صديقة لأبنائك ؟ هل تجلسين على الأرض وتبنين مع صغيرك برج المكعبات؟

أم تطلبين منه أن يبني واحدًا بينما تنتهين من إعداد الغداء – ككل يوم – ؟

هل تثرثرين معه حول بيت النمل المحفور عند مدخل المنزل وعن ماذا تشعر النملة عندما ترانا؟

وهل تطول الثرثرة لدرجة أن ننسى كل شيء ونذهب لمشاهدة مقطع عن بيوت النمل ثمّ نتسابق لنخبر بابا عن ما رأينا ؟

 

يصعُب على بعضنا أن ننسحب من حياة الكبار لنصادِق الصغار ،

وننسى أن هذا هو المفتاح لكلّ شيء : للتوجيه وتصحيح الأخطاء والتربية ..

 

اصغِ إليهم .. اقضِ وقتًا طويلًا معهم بلا أوامر ولا انتقادات ، بل مع كثير من الضحكات ،

احترميهم وعامليهم كالكبار .. وامزجي المرح في حياتكم قدر استطاعتك.

 

٣. القدوة

الأنشطة التعليميّة والدروس المصغّرة يمكنها أن تنتظر إلى الأيّام المثالية ..

أمّا القدوة والنمذجة فهما وصفة كل يوم ، وتمارسينهما دون أن تبذلي جهدًا ،

سوى أن تكوني واعية لتصرفاتك التي ستمررينها حتمًا لأبنائك.

 

٤. الحدود

تحدثنا سابِقًا عن أهمية القوانين وإرساء الحدود.. وهُنا نذكّر بها ،

فهي من ( الحد الأدنى ) التربوي ، لايمكنك أن تتنازلي عنه في حلوِ الحياة ومُرّها ،

نعم راجعيها وطوّريها حسب احتياجات أسرتك وتغيّراتها ، لكن حالما حدّدِتها لا تتنازلي عنها.

ولا يعني هذا القسوة في تنفيذها .. عودي إلى النقطتين السابقتين

 

٥. الاستقلال وتحمل المسؤولية.

طفلك يريد أن يستقل عنك ، بفطرته .. علّميه كيف . وجّهي تلك الفطرة .

حتّى لا تتحول رغبته إلى عناد وتمرد وكثير من الأخطاء التي نبعت من الحاجة للاستقلال والسيطرة.

تعليمك لأبنائك الاستقلالية هو مكسبٌ للطرفين ، فأنتِ بحاجة – شديدة – لاستقلالهم أيضًا !

 

 

هذه الأساسيّات التي يمكنك أن تنطلقي منها بعد الاستعانة بالله والدعاء ،

ويمكنك دائمًا أن تعودي إليها حين تُنهكك التوجّهات التربوية وتشتّتها ..

استمتعي برحلة التربية ولا تجعلي الجديّة في ملاحقة “ الصواب “ تسرق منك اللحظات الصغيرة البسيطة .

BreaklineIsnad

الرسالة الثالثة:

 

مرحبًا بالأمهات ،

العاملات تحديدًا أو الطالبات ..

اللاتي يخرجنَ من بيوتهنّ قبل الشمس أحيانًا ، وأحيانًا أخرى تُلهبهم الشمس بحرّها كأنّ الظهر بكّر الحضور ..

ثمّ يعدنَ إلى المنزل ، لا ليرفعن أقدامهنّ ارتياحًا على الأريكة ،

بل لإعداد غداءٍ أو متابعةِ دروس الصغار أو ربما للتأكد من تناول الصغير المريض للدواء ،

 

من بين كلّ أصناف الأمهات .. تفوز الأمّ العاملة خارج المنزل بأقصى درجات تأنيب الضمير .

إن كنتِ من هذا الصنف فهذه الرسالة لكِ

 

ربما اخترتِ العمل ، لأنكِ تستمتعين ، لأنّ روحك تتجدّد .. لأنكِ تكونين أفضل عندما تقابلين أشخاص بالغين وتتبادلين معهم الأحاديث بدلًا من الإنسان الصغير الذي لايمكنكِ أن تستشيريه حول لون صبغة الشعر المناسبة لك ..

وربما اختاركِ العمل .. لأنّ الحياة لونها قاتِم حين تتمنّين أن تشتري لعبة جديدة لصغيرك ، أو حتّى أن تحدّثي باقة الانترنت على هاتفك .. لكنّ الميزانية لا تسمح لك !

ومن منّا لايحب بضعة ريالات إضافيّة في حسابه ؟

 

بمرور الوقت تبدئين بنسيان السبب .. أو الأهداف ،

وحين تلقينَ نفسك على الأريكة منهكة مغمضة العينين ،

وتسمعين ماما تعالي .. ماما اسمعي .. ماما …

ويقرصكِ ضميرك .

 

نريد أن ننبش عن صوت التأنيب الذي بداخلك ..

عن اللحظات المهمّة في حياة صغيرك ، فاتت عليك.

وعن أوّل خطوة مشاها ، لم تكن إليكِ ،

وعن صدرك الممتلئ بالحليب حين تتذكرين صغيرك ..

عن اجتماع الأمّهات وموعد الطبيب وحفل الأطفال و …

عن التوازن بين الحياة والعمل .. الكذبة التي – رغمَ قِدمها – لم يتجاوزها الزمن

والأسوأ ..

أصابع الاتهام الموجّهة إليك لأنّ طفلك نطق بكلمة نابية ، أو لا يعرف ربط حذاءه ، أو متأخّر دراسيًّا .. طبعًا فأمّه عاملة !

و المثاليّات التي تسمعينها من ربّات البيوت ، أو حتى من أمهات عاملات مُبهرات لاتعرفين كيف يجدن الوقت الكافي لصنع أنشطة تعليمية ، وإعداد وجبات صحّيّة ، ويتفاخرن أمامكِ بساعات النوم الثمانية العميقة المتواصلة ليلة أمس..

 

نريد أن نقول لك ..

كلّ الأمهات …

مُقصّرات . ( هل كنتِ تظنين أننا سنقول رائعات ؟)

حتى ربّة المنزل التي لا يستعمل أبناءها الأجهزة إلا ١٠ دقائق كل يومين ، وتلك التي تتبع نظامًا محكمًا وقوانين مُلزِمة .. والأخرى التي تنتقد عليك تركك لصغارك عند حاضِنة.

كلّهن … ارتكبن يومًا ما خطأً ، وستستمر أخطاؤهن ،

فسامحي تقصيرك .

 

تذكري

أيًّا ما يكن سبب عملك / دراستك .. فقد سرتِ في هذا الطريق بعد أن أيقنتِ تمامًا أنه الأصلح لك ، ولأسرتك ..

لا تجعلي الشكوك تعكّر عليك صفو الأيّام ، وتمنعك من عيش اللحظات السعيدة في عملك وفي منزلك .

 

انسي

قصة التوازن بين العمل والحياة .. الأمر يحتاج لتضحيّات ، ومساومات ، وتعايش ..

مرّة من جانب العمل ومرة من جانب الأسرة ، ستحتاجين للتصالح مع فترات ضغط العمل التي تدفعك للغياب عن دورك كأم بعض الوقت ، ثمّ تتصالحين مع التنازل عن النجوميّة في العمل مقابل أن تتواجدي مع صغارك .

تحتاجين للمساومة مع زميلات العمل، ورئيستك ، بشأن مهامك الوظيفية ،

ومع زوجك وكل من قد يقوم مقامك في غيابك بشأن مهام الأمومة.

المهم أن تُحسني تلك المساومة .

 

تخفّفي

من الالتزامات ، اجتماعيّة أو أنشطة للأطفال أو أيًّا ما تكن .. استمتعي بنمط حياة هادئ وبطيء . وتوقّفي عن الركض

لابأس أن تُلغي فكرة ذهاب ابنك للنادي مقابل وجبة عشاء أسرية هادئة تتبادلون فيها الحديث مع بابا حول يومكم ..

أو أن تعتذري عن مناسبة تعرفين أنها ستكلّفك عدة رحلات إلى السوق لا تملكين مُتسعًا لها.

الركض يستنزف طاقتك .. حرفيًّا ، وستجدين نفسك أكثر عرضة للأمراض ، وسريعة الاستفزاز .

لن تكوني بأفضل آدائك وأنتِ مُستنزفة.

 

أخيرًا ..

إن احترتِ ماذا يمكنكِ أن تنجزي مع أبنائك خلال ٣ ساعات أو ٥ قبل أن يحين موعد النوم فعودي إلى رسالتنا السابقة ، ربما تلهمك .

 

نتمنّى لكِ دوامًا سعيدًا غدًا .. وكل يوم

BreaklineIsnad

الرسالة الرابعة:

أهلًا بكِ ،

ماذا لو استنزفت الأمومة طاقتك حتى أنهكتك ..

واستنفد الصغار مخزون عطائك حتى كادوا يفلسونك..

وتقطّع نومك ٢٠٠ قطعة حتى نسيتِ كيف تنامين ؟

 

هل جربتِ أن ينقبضَ قلبك – قليلًا – حين يحين موعد إيقاظ الصغار للمدرسة

لأنّها المهمّة الأصعب وهي إعلان بدء الدوّامة اليومية ، حتى أصبحتِ – تقريبًا – تكرهينها!

 

مع كلّ مرحلة جديدة في حياة الأمومة الصاخبة تكتشفين بحرًا من الصعوبات والتحديات والاختبارات لصبرك ونضجك .. وليس للبحر أي شاطئ تؤوين إليه لتلتقطي أنفاسك.

فإلى أين تتجهين ؟

أتعرفين ماذا يفعل قارب تائه في لجّة بحر مظلم ؟ يُطلق شعلة !

لكن عليه أولًا أن يُقرّ أنه تائه ..

أن تتوقفي عن الجري وتُقرّي أنك منهكة ، وتتوقفي عن الغضب والصراخ والاستنفار وتتجاهلي الأخطاء لتعيدي السلام إلى المنزل بلا ارتجال تربوي ، أن تدركي أنكِ ماعدتِ قادرة على إكمال المسير وحدك . مهما كنت أمًّا خارقة.

 

حينها : أطلقي شُعلة ، أطلقي إشارة استغاثة ..

أقرب منارة هي منارة زوجك ، لابد لهذه المنارة أن تصلها إشاراتك ،

أحيانًا لا يمانع الأب أن يشغل الصغير لـ ١٢ دقيقة ريثما تلتقطين أنفاسك باستحمام سريع ،

وسيرحب بمساعدة ابنتك في حل واجب الرياضيّات ، لأن أعصابك لم تعد تحتمل هذه المهزلة الدراسية !

الأمر يحتاج منك إلى طلب فقط ، لا تتوقعي أن يفهم تأففك الظاهر أو تذمّرك ” وهي طايرة ” .

كوني واضحة واطلبي بالضبط نوع المساعدة التي تحتاجينها . حرفيًّا .

 

المنارة التالية هي أسرتك وصديقاتك ،

نعرف أن هؤلاء هم أكثر من يستمع إلى تذمرك ، وهم أكثر من يقدم لك نصائح ربما لا تناسبك.

لكن .. إن لم تكن النصائح ، فالمساعدة والدعم !

اطلبي المساعدة – أيتها الخارقة – حتى لا تصلي إلى مرحلة الانهيار.

بعض الأمهات ترفض تمامًا طلب المساعدة وتصرّ أنها قادرة وحدها على كل شيء ،

الأمر ليس أن تطلبي منهم مساعدتك في تربية الصغار ، فكري في أشياء بسيطة ومفيدة :

تشاركي معهم إعداد مفرزنات للأيام الصعبة مثلًا ،

اطلبي من ابنة خالتك مدرّسة الرياضيات شرح سريع .

تبادلي معهم الحضانة ، تمسكين صغارهم مرة ومرة العكس . تفاوضي .

 

 

المنارة الأخيرة:

 

عندما تجدين نفسك غارقة – أكثر من تائهة – في ذلك البحر ، وتجدين إجاباتك تنتهي دائما بـ : لا أعرف ! ، لا أعرف كيف ولماذا وصلت إلى هنا ، وماذا أفعل لأخرج من هنا ، ولماذا لم تنجح كل محاولاتي؟

في أي جانب من حياتك ، تربوي / إدارة منزلية / تغذية … إلخ ،

هذه المرّة أطلقي شعلة أكبر واختاري شخصًا مختصًّا أكثر منك ، فهو غالبًا سيملك الإجابات التي فاتتك ، وسيلفت انتباهك لمواطن قوتك ، ويدلّك على مواطن الخلل .. لأنه ينظر من خارج المشكلة بدلًا من داخلها كما تفعلين ، وقد مرّت عليه مشاكل متنوعة وجرب حلول كثيرة وهو يعرف أكثر مما تستطيعين جمعه ببحث قوقل حول مشكلتك . وربما تكون الحلول أبسط بكثير مما اعتقدت.

أحيانًا نرفض اللجوء إلى مستشار فنقع في دوامة تجربة الحلول وارتجالها .. مما قد يصعب الأمر .

 

كلمة مستشار تشعرك أنك لابد أن تكوني في مشكلة مهددة للحياة لتلجئي إليه ،

لكن المستشار قد يكون مرشدة رضاعة تدلّك على طريقة صحيحة للالتقام ،

أو مدربة نوم للأطفال تحل مشكلة استيقاظ ابنك المتكرر ،

أو أخصائية تغذية تساعدك على تجاوز أزمة الغذاء مع طفلك الانتقائي ..

وهكذا

وقد ذكرنا في رسائلنا القديمة مجموعة من الأسماء التي يمكنك أن تعودي إليها لاستشارتها في مواضيع متخصصة .

 

أضافت إحدى الأمهات تلميحة رائعة بخصوص الاستشارة ،

وذكرت لنا تجربتها مع ابنها حيث وجهته هو لاستشارة شخص يثق به الوالدين ويتأثر به الابن ،

فكان لرأيه تأثير كبير عليه بدلًا من تلقي التوجيه من أحد والديه .

خطوة تربوية ذكيّة جدًّا !

 

وقبل ذلك كله .. تذكري :

كلّ النداءات التي تُطلقينها لن تصل مالم تكن أولًا وآخرًا إلى الله ،

قبل كل المنارات .. توجهي بصوتك إلى الله ، وهذا الصوت مسموع ، بلا شُعلة .

تحدّثي إلى الله بتفاصيل مشكلتك .. اشتكِ إليه، واطلبي منه أن يرشدك.

أبدًا لا تعتقدي أن حلًّا لم يأتِ من الله / بتدبير الله .. سينفعك !

اجعلي ذلك يقينًا حقيقيًا داخلك ، يقين بالهزيمة مالم يأتِ العون من الله وحده، واتكال كامل على هداية الله وتوفيقه .. أكثر من أي نصيحة تتلقينها وأكثر من أي استشارة تطلبينها.

 

هنا تنتهي رسائل هذا الشهر ، ونلقاكِ في حديث عن موضوع إسناد القادم إن شاء الله.

أضف تعليق